dimanche 19 avril 2020

قصة الورقة الصفراء بقلم  محمد الشبلاوي طالب جامعي بشعبة الدراسات العربية

قصة الورقة الصفراء بقلم محمد الشبلاوي طالب جامعي بشعبة الدراسات العربية

الورقة الصفراء


خرج من منزله غاضبا يتعثر في ملابسه،يحمل حيقبة بيد وبيده الأخرى يخرج المفتاح من كالون الباب بعد أن أداره عدة مرات، متجها إلى عمله كعادته.الكوميسير علال ومن لا يعرفه ....يخافه الجميع ،لم يفتح ملف قضية إلا وفك لغزها في وقت قصير ،صعد سيارته القديمة كارها لها ولمن باعه إيها،يردد بصوت مرتفع أبيات شعرية للحطيئة: أبت شفتاي اليوم إلا تكلما/ بسوء فما أدري لمن أنا قائله.   أرى لي وجها شوه الله خلقه / فقبح من وجه وقبح حامله.   وهو على هذا الحال.. رن هاتفه ،تركه يرن عدة مرات يحس بحزن على حاله ويكره عيشه ،لم يتناول فطور الصباح ولم يذخن سيجارته،حتى قرر أخير الرد على المتصل.  ألو من ؟ أنا سيدي عزوز  ... ماذا هناك ؟ سيدي نحن في "الوريقة" وقعت جريمة قتل .... جريمة قتل! أوجدتم القاتل ؟ ليس بعد سيدي . أنا في الطريق،  إجمع كل الأدلة......     وصل الكوميسير إلى الوريقة وهي قرية تبعد عن منزله عشرين كلومتر .نزل من سيارته خادر في أمره ،رجاله يعملون من يجمع الأدلة يجمع ومن يسأل الناس يسأل الكل حسب تخصصه ، العمل عمل لا مجال لتكاسل أمام كوميسير علال .سأل عن عزوز فأخبروه بمغادرته المكان قبيل وصوله.... ، زادوا في سخطه ليخرج هاتفه من جيب سرواله أخرج معه ورقة كتب فيها _ الويل لك إن تأخرت هذه الليلة .إنها زوجته هتلير ، كما إعتاد أن يسميها ولو أنه لم يجرؤ أن قاله أمامها ،في نفسه هي كذلك .عشرين عاما قضاها معها سجين بالليل حر بالنهار، وقبل الإتصال بعزوز تناول سجارة ،فكأن جسده أعلن الثورة ضده ،كل أعضائه ترتجف.   من الهالك ؟ هي شابة عشرينية سيدي _عزوز بخطا سريعة .... سيدي سيدي  نتيجة المعاينة الأولية . ملف سميك جمعت فيه معلومات جول الضحية .. من بين هذه المعطيات ورقة صفراء كتب فيها رقم ،  76236515 ن ز .
كأنه رقم هاتف ياعزوز أجربتم إتصال به؟ _ نعم سيدي لكن جميع شركات الإتصال أكدوا لنا عدم وجود هذا الرقم في سلسلة أرقام الشركة .  حسنا من يسكن مع الفتات ؟ لا أحد هي وحيدة سكنت حديثا ،تشتغل في ملها ليلي . من أخر شخص زارها ؟ صديقتها نيازك هي الوحيدة التي تزورها .ً...... تشتغل معها في نفس المكان. الحيرة تقتل الكوميسير ، الوقت يمر بسرعة كل هذه العوامل فعلة الأفاعيل في ذاكرة علال .  يبحث هنا ويقلب أوراق الملف ،يبحث في المطبخ والحمام ...لم يترك مكانا إلا  وفتش فيه لعله يهتدي إلى خيط يرشده الى المجرم.   الساعة تشير إلى قرب أذان المغرب، الهاتف يرن يرن ..... صوته المزعج يقلل من تركيز علال .. عزوز إنها هتلر..... نعم سيدي . دون أن يسأل عن هوية المتصل ، الو  _ الو أين أنت؟ أنا في طريق _ لا تتأخر وإلا لا مكان لك في البيت ..... وإنقطع الاتصال . أين يقع الملهى يا عزوز ؟  قريب سيدي ... هي بنا إذن القاتلة تنعم بالمرح هي لنعكر ميزاجها ههه هه ...... وصل الكوميسير وعزوز  الملهى ، حركات غير عادية وأصوات ضاحكة وأخى متوثرة وجلبه وصوت مرتفع ، يتحدث البعض عن نتيجة اليانصيب ... وأخرون يناقشون خيانة الأحبة ،شرذيمة تناقش حال السياسة في البلاد،وأخريات يرقصن شبه عاريات ، تشير إحدهن بالغمز واللمز إلى من تخطت الخمسين ولا تزالت في المحارم تسبح . إنها حيات الأغنياء والفقراء الكل سواسية في مثل هذه الأماكن. عزوز والكوميسير يراقبان محبوبة الجماهير نيازك ، فمها المعسول بالخمر رائحة الكولونيا الممزوجة بالخمر الراقي ، جسدها الفاتن، تعيس الحظ من إنكوا بحبها . فيقولون أخر شخص أحبها ، تاه فقد عقله بعيونها وباع متاعه في طلبها ......   في غضب يقول الكوميسير  :أحضر تلك الساقطة اللقطة ....
حسنا سيدي ....... وبعد دقائق يظهر عزوز معه نيازك ، تتبختر في مشيتها ، وكأنها طفل يتعلم المشي . قائلة بصوت مرتفع ماذا تريد سيدي علال ؟ هل سمعت ما وقع ؟  سكتت نيازك _ لقد وجدنا صديقتك نجوه قتيلة في منزلها  ............... أنت أخر من زارها .. لماذا قتلتها ؟ _ نيازك بصوت دميع لا يا سيدي أقسم أن لم أقتلها حقا كان بيننا خلاف لكن لست بالقاتل ........ والدمع يخرق عينيها _ لماذا تكرهينها ؟ لقد أخذت مني زبنائي..... لهذا إذن قتلتيها ؟ لا لا سيدي لم أكن القاتل ..... الجالسون يراقبون بعيون خاطفة....  هي معنا لنعرف من القاتل إذن عزوز خذها إلي الحديقة لا ربما تغير كلامها وإن لم تعترف فلي معك كلام أخر.   نعم سيدي .......  ذهب الكوميسير الى منزله وكأنه حل لغز القضية بنجاح ،كل الأدلة تتجه الى نيازك .... يمسك الورقة الصفراء ويقول ضاحكا هههه ههه نامي يا عزيزتي رحمك الله نامي ..... وصل أخيرا إلى منزله  فتح الباب هتلر ينتظره بوجهها الأسود ينطبق عليها شعر عنترة في هجاء أمه. ...   وأنا ابن سوداء الجبين كأنها / دئب ترعرع في نواحى المنزل. الساق منها مثل ساق نعامة / والشعر منها مثل حب الفلفل ..    سألها عن الأكل؟ فلم تجب  ...ليتجه مباشرة إلى سريره فغط في نوم عميق،    إلى أن سمع هاتف في منامه ، كائن أبيض بشعر أسود ، يقول ..... قوم يا كوميسير  نيازك ليست القاتل .... إستخدم الورقة الصفراء .... حل الشفرة تجده أمام أعيونك ......  فقام فازعا من سريره. ليجد زوجته في إستقباله بشتائم ..... من هي نيازك أيه الخائن.......؟         

يتبع  ...
التسميات:
واتساب

2 commentaires:

  1. بالتوفيق صديقي محمد واصل وثابر حقا أنت مبدع

    RépondreSupprimer
    Réponses
    1. تنيرون قصتي بمروركم محبة لا تنتهي أصدقائي

      Supprimer