jeudi 2 avril 2020

الخنوع لهيمنة الثقافة الغالبة

الخنوع لهيمنة الثقافة الغالبة


          الخنوع لهيمنة الثقافة الغالبة


الانبهار بثقافة الغرب، وجلد الذات،الدعوة إلى اسلامية متطورة يفسر فيها الاسلام تفسيرا يطابق الحضارة الغربية، هي ظاهرة كان يعاني منها المجتمع الاسلامي منذ القدم، حيث كان بعض المنتسبين للعلم الشرعي ينبهرون بالثقافة الفلسفية اليونانية، فحاولو تطويع النصوص الشرعية لها، إذ يقول الهروي رحمه الله (ينظر الناظر الفهم في جذرها، فيرى مخ الفلسفة يكسي لحاء السنة).
وجاء بعده الإمام الغزالي وألقى ملاحظة مشابهة، فقال(فإني قد رأيت طائفة يعتقدون في أنفسهم التميز عن الأتراب، قد رفضو وظائف الإسلام من العبادات، وإنما مصدر كفرهم سماعهم أسماء هائلة كسقراط وبقراط وأفلاطون وأرسطوطاليس وإطناب، طوائف من متبعيهم في وصف عقولهم ودقة علومهم، وأنهم مع رزانة عقلهم منكرون للشرائع، فلما قرع ذلك سمعهم تجملو باعتقاد الكفر)
وفي العصور الحديثة كذلك وبالضبط في أواسط القرن التاسع عشر، استيقظ المسلمون على فارق الامكانيات بين أوروبا والمجتمعات المسلمة، فظهرت حركات تبحث عن النهضة، لكن هذه الحركات سلكت الطريق الخطأ، فبدل أن تحيي معاني العزة والتحدي والثقة في النفس، نشرت ماتشعر به من انهزام داخلي عميق لثقافة الغرب الغالب،  فكررت نفس السلوك التاريخي السابق، ألا وهو تأويل المعطيات الشرعية لتوافق ثقافة الغرب الغالبة، فأخفقت في صناعة التأثير الاسلامي الواسع.
الإمبريالية بدورها استغلت هذا الخنوع لثقافة الغرب في ضمان مصالحها ونفودها، فقامت بتدجين الخطابات الدينية الحيوية الكبرى لتنسجم مع متطلبات الهيمنة الغربية.
أما أبرز وسائل الامبريالية في تحقيق هذا الغرض كما يعرف الجميع الضغط المباشر أو الغير مباشر على الأنظمة السياسية العربية، فأصبحنا نرى وسائل الاعلام العربية ترضع المشاهد مشاعر الانكسار والهزيمة أمام الغرب الغالب، وتعظيم هذا الأخير ووصفه بالهائل المتفوق....، وتستبعد من صورة الانحطاط الغربي، كالجهل بالله والفواحش والحياة البهيمية التي وصفها كتاب الله بقوله: { والذين كفروا يتمتعون كما تأكل الأنعام}.


بعض المصادر المعتمدة: ابراهيم عمر السكران، سلطة الثقافة الغال


يوسف مزيود
طالب بشعبة القانون العام
عضو في منتدى أولاد ازباير
التسميات:
واتساب

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire