dimanche 22 mars 2020

العنوان: خطيئة 


دقائق وسأغادر هذه الحياة التي لم تقدم لي سوى الآهات، أنا اليوم أشعر بأنني جريئة أكثر من أي وقت سبق وأخيرا سأتخذ قرارا حتى وإن تعلق الأمر أن أقطع مع حياتي أو بالأحرى سأضع حدا لمعاناتي، طفلاي زياد ومريم سيتفهان موقفي بعد أن يكبران ويدركان فظاعة ماكنت أعيشه، مرت سنينا وأعوام وأنا منسية كبيت مهجور، مرت سنوات ولم أحظى فيها بقبلة واحدة خارج البيت .. خارج المألوف، لم أنعم بكلمة أحبك نابعة من الفؤاد ولم أكافئ بعناق في الشارع أو أمام البريد، أصابني الضجر بعد عشرة سنوات من الزواج، مللت من الأعمال المنزلية وتربية الأولاد مللت من ترتيب نفس الأثاث مللت من علاقة جنسية أوتوماتيكية لعبت فيها نفس الدور دور الولاء والطاعة، مللت من زوجي ومن نفسي المشتتة إلى أشلاء، أصبت بالتخمة بروتين يومي دام عشرة سنوات، مللت من لعب دور الزوجة الصالحة التي تعرف سلفا أن زوجها يخرج مع غيرها، مللت إنفصال فَضَّلْنا أن نعيشه في صمت كزواج الافلام الكرتونية، ليلة أمس على مائدة العشاء وبعد ماأفرغنا من الطعام حاول أن ينهض بطريقته السريعة كما كان يفعل لكني أمسكته من يده اليسرى وجعلته يجلس رغما عنه ثم تتحدثُ قائلة:
- أريد الفراق ...طلقني
أجاب مع إبتسامة صفراء رمسها على شفتيه اليابستين عنوةً
- هههه مزحتك سمجة وغير مضحكة
- أنا لا أمزح لا أريد ضياع المزيد من الوقت تحت هذا السقف.
- يا أم العيال أعلم أن الطلاق حلال عند الله لكنه بغيظ
- على أساس تحترم الأصول والعادات، ألم تنم البارحة عند جارتنا؟ كان بودك أن تحترمني أو تحترم نفسك أولا...
رأيت ظلام وعصافير صفراء تحلق حول رأسي ثم أغمي علي، إبن الكلبة صفعني ولم يكفيه الاهمال الذي جرعني إياه ولا الضياع الذي عشته معه ولم يفكر يوما في التضحية التي ضحيت من أجلها في سبيل تربية الاولاد تخليت على عملي وهواياتي وأهدافي وأصبحت إمرأة بلا طموح كسجد بلا روح إمرأة عادية جدا لا تعرف سوى الطبخ والتنظيف والجلي والخضوع!
لذلك سأنتقم منه شر إنتقام وأجعله يتجرع سمي المميت وعذاب الضمير طالما يحيا ويعيش، لحظات قليلة وستطلع الروح الى السماء.. إلهي خذ روحك أه ألم فظيع يجثم على قفصي الصدري أتنفس بصعوبة أحاول أن انهض ان أصرخ أن أطلب النجدة ولكن لا من مجيب، صوتي أصابه الخرس وجسدي لم أعد أشعر به يمر شريط الذاكرة وأنا نادمة على كل الجبن الذي عشته، كان بإمكاني أن أقف وقفة عز وأصرخ في وجه العالم لكنني ظللت جبانة حتى أخر لحظات حياتي وفضلت الهرب من هذا العالم عوض أن أقف ضده ولكن في الآن ذاته أشعر وكأني أم حديثة الولادة اشعر بهدوء لم أنله من قبل بعد مخاض الذل والحرمان الطويل!


عائشة الشفيعي
طالبة بالمعهد الملكي لتكوين أطر الشباب والرياضة-الرباط
رئيسة شبكة القراءة بالمغرب-فرع كلميم وعضوة مكتبها الوطني
التسميات:
واتساب

1 commentaire: